بالكاد أن يبان لك الطريق مبللا، ولذلك فلا تحس بشيء، تبقى خطوتك خفيفة ، ملازمة الأرض ، يصاحبها ذلك الإحساس بإنخساف التربة تحت قدميك والذي يعطي متعة السير بالصندال.
بالصندال نحس بأننا على قدر كاف من التحضر الذي يخول لنا أن نخاطب البسيطة من غير ذلك الشعور التخوفي لقدمنا وهي عارية ، ومن غير إحساس الثقة العمياء لقدم يحتمي بحذاء جيد.
الصندال ، هو الصيف ، العالم لين و ساخن ، بل يكاد يلتصق بالإسفلت الذائب. ولكن في الطريق الرملية خاصة بعد المطر، تصبح الأمور عذبة .
روائح تفوح ...من السنابل ، من طوابي الهندي ، من الأوراق المتساقطة – تلك الأوراق الصغيرة الصفراء ، أوراق صيفية متكاسلة تفضل النوم قرب جذع الشجرة. ينساب عطر أخضر قاتم من الماء ، تصحبه رائحة نعناع تخالطها برودة الطين، ثم يضيع نظرك في السماء حيث تبتعد سحابات أعرضن عن الإمطار...
المنظر، الروائح ، سهولة المشي، تبقى كل هذه الإحساسات المختلجة في توازن.
ولكن شيئا فشيئا تتصدر التربة الموقف : القدم ، الخطوة ، الأرض ، الكل يسحب إليه مغزى هذه الفسحة
عندما نحس بأن الصندال إعتراه بلل، تكون الأمور صعبة التدارك . يبتدئ ذلك برقعة صغيرة ليطول الماء كل مساحة الجلد،
قبل البلل كنت تكاد تحس أنك تنتعل الريح والآن ، بعد اجتياز مستنقعين صغيرين ، يتحول إحساس الخفة إلى عناء خفي و متنامي
لا يكاد يمثل البلل شيئا في حد ذاته ولكنه يبشر بإحساس ثقيل وغير قابل للاحتمال.
تستسلم أخيرا بطانة الصندال بعد شبه مقاومة سخيفة ،إنها السبب ، وستتلوها السيور الجلدية ...
الصندال هو الصندال : مبلولا ، أصبح يزن أكثر ، و تتغلب رائحة الطين على عطر الزياتين.
الآن ما عادت السماء تهددنا بأمطارها ولكننا تبللنا بكل غباء ، وينجلي الصيف ، ويتحجر الرمل، نحن نعرف جيدا كل هذه الأمور ، الصندال لا يجف أبدا تماما ،
على نافذة مفتوحة أو في خزانة الأحذية ، يتقرفص الصندال ، تتعوج سيوره ، ويصبح ثقيلا للأبد حاملا معه آثار البلل.
منذ أول علامات المرض، التشخيص واضح و محزن : لا شفاء ولا أمل. أن تبلل الصندال هو أن تجرب النشوة المريرة لغرق كامل.
جميلة هذه الترجمات ورائعة هذه الأشياء البسيطة ..تستمد عمقها من بساطتها .. كحبة رمل ترغمك على خلع كامل الحذاء
RépondreSupprimer