mardi 22 juin 2010

مقطع مترجم من الأدب الفرنسي المعاصر : هل عرفتكم الكاتب ؟




كان "أنطوان" الصغير يقود "رولس" "بينو" التي وظفناها للظرف الراهن و كنت أجلس حذوه. وقبع "الشيخوخة" و "بيرو" في الاريكة الخلفية يحتسيان قارورة من النبيذ الايطالي وهما يشاهدان فلما على شاشة التلفاز المدمجة في ظهر الاريكة الامامية.

كنا ، أنا و ولدي ، لا نلتقط إلا الصوت والذي كان يرشدنا كثيرا حول نوعية الدراما الأخاذة التي يشاهدها زميلاي.


إنه لشريط تاريخي ، بل قل هستيريا ، يروي متاعب شابة أثناء الحروب النابليونية. إذ بينما كانت تحرس إوزاتها ، أخذ حامل رسائل من الجيش النمساوي، كان قد تاه عن طريقه ، على عاتقه أن يأخذها عنوة بعد أن استرشدها الطريق الصحيح . هيهات لقد فقد هذا العسكري المتوحش الطريق ثانية إذ كان يلوطها دون تنبيه مسبق (لم يكن يجيد الفرنسية).

بفضل السماء ، تقدم فجأة مجموعة من الرماحين الفرنجة و تخلص المراهقة المسكينة. العرفان الخالص لهذه الأخيرة يؤجج حمية جنودنا ، الذين لا يصغون أذنا إلا لفتحات سراويلهم و يشرعون في نكاح البنت العزيزة ، بتنافس شريف دون أية تحرج.

تحولت الاحتجاجات المصعوقة للناجية بسرعة إلى أنين متدوخ. لقد مرت حارسة غشائييات القدم المتواضعة من البراءة شديدة الإبهام إلى الفسق ذو العنان المطلق ، حيث كانت تؤخذ من كل المسالك المؤدية وهي تمص بكل وحشية أيورا ذوي محيط يفوق بكثير بيضات إوزاتها ، تكاد تركض وهي في مكانها بحماسة لم يكن قبقابيها قد قرآ لها حسابا ، تصرخ كلمات محفزة بين شفطتين ، منشغلة بكل تفاني ونكران للذات إلى درجة أن عساكرنا الشجعان ، منهكين ، وقعوا أسرى ، بدون أية صعوبة، في أيدي وحدة محاربة نمساوية ، كانت تتكون طبعا من شواذ ، وكما كل أعداء بلاد الفرنجة ، يأتون أدبار رماح الإمبراطور ما أن نزعوا عنهم تبابينهم و أركعوهم.

لحسن حظ شرف الفرنجة وفتحاتهم الشرجية ، تمر قافلة حجيج من الراهبات القاصدات القديس جاك-من-كومبستالا . و استجابة لحميتهن الكاثوليكية – الافرنجية ، تنقض النسوة الورعات كضبعات على اللوطيين و تقطع لهم أمتعتهم بمناجلهن (لقد كان المنجل ، مع السبحة ، أداة الدفاع لكل الحاجات في بداية القرن 19).

لمجازئتهن على شجاعتهن، يسترجع الجنود زخة جديدة من الشهوة الجنسية وتنهمك هذه العصبة (الكلمة لاتعوض) في عربدة جماعية تمجيدا للجيش و الكنيسة ، عمادا الأمة.

وما أن انتهى راعي غنم كان يسترق النظر من كتابة كلمة "النهاية" على الشاشة بواسطة قذف وفير و جياش حتى توقفت بنا السيارة في ساحة مشفى "دار الرب" .


- "أتريد فعلا أن أصاحبك ؟" هكذا طلب مني "بيرو" بنبرة لاتتمنى إلا نفيا.

- "لا داعي"

- "ذلك ما كنت أظن. سأعيد مشاهدة الفلم لأنني لم أفهم بعض الوضعيات خاصة تلك التي تنشف فيها الراهبة الكبرى ستة عضاريط في نفس الوقت. يمكن أن تفيد يوما"


من رواية "أمي ، السيدة لا تفعل شيئا غير أن تفعل لي أشياء" – مطبوعات النهر الأسود






2 commentaires:

Allo !